عممت بطريركية الروم الكاثوليك، اليوم تقريرا عن زيارة بطاركة الشرق الى أربيل، أعده البطريرك غريغوريوس الثالث، فلفتت الى أنه "استضافنا أوَّلاً في طيَّارةٍ خاصَّة رئيس الغرف الصناعيَّة في بيروت جاك صرَّاف استأجرها خصِّيصًا للوفد. كما استضافنا في فندقه الكبير الجميل (روتانا)، للاستراحة ولتناول طعام الغداء على المائدة السَّخيَّة. وأثناء الغداء قدَّم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الرَّاعي مبلغًا من المال لكلِّ كنيسة. وأنا قدَّمتُ مبلغ (60) ستِّين ألف دولاراً أميركيًّا جمعتها من الأبرشيَّات والرَّهبانيَّات والجمعيَّات الرِّجاليَّة والنِّسائيَّة من لبنان وسوريا وفلسطين ومصر، ومن الرَّعايا ومن لمات صواني الأحد 17 آب التي خُصِّصت للإخوة في العراق. وقد توزَّعت المبالغ لكلِّ الكنائس الكلدانيَّة والآشوريَّة، والسُّريانيَّة وحتَّى للإزيديين. وقد زرنا مكتب التنسيق المشترك وهو منظَّم بطريقة دقيقة، يؤمِّن ثلاث وجبات في النَّهار، والطَّبابة، والبرامج التثقيفيَّة والترفيهيَّة والمحاضرات والصَّلوات والتوجيه الاجتماعي والرُّوحي... وقد سررنا بذلك التنظيم. ممَّا يُعطي الضَّمانة أنَّ المساعدات تصل إلى أصحابها والمحتاجين إليها بطريقةٍ ممتازة. وهذا يُساعد على تلافي المشاكل بين النَّازحين.
وقد تحدَّثنا مع النَّازحين وسمعنا بعض الشهادات، كيف تمَّ الهجوم عليهم من قِبل داعش والعصابات التابعة لها، مصحوبًا بالمسبَّات والإهانات وأنواع التنكيل... وعلمنا أنَّ كثيرين هاجروا. وكثيرون على طريق الهجرة... أمر مؤسف جدًّا. ويُهدِّد بإفراغ هذه المنطقة من سكَّانها المسيحيين (والإزيديين) الذين لهم حضورٌ دائم منذ فجر المسيحيَّة. وأكَّد لنا الكهنة أنَّها لأوَّل مرَّة لم تقم صلوات واحتفالات وقداديس وأسرار في الكنائس، على مدى شهرَين. ممَّا لم يحدث أبدًا في تاريخ المسيحيَّة في المنطقة.
وللأسف الشديد: هذه المشاهد والأوضاع هي نفسها تعيشها سوريا الحبيبة على مدى ثلاث سنوات ونيِّف، وكذلك يعيشها السُّوريُّون الذين نزحوا إلى لبنان المضياف الكبير، يعيشها تسعة ملايين من السُّوريين في سوريا ولبنان والأردن وتركيا، منهم 450 ألف مسيحي. هذا ما عدا الذين من مسيحيين ومسلمين في سوريا هاجروا إلى خارج البلدان العربيَّة.
وكان للبطاركة والمطارنة المرافقين لهم زيارة رسميَّة للسُّلطات الكرديَّة المحلِّيَّة في قصر الرِّئاسة المتألِّق بالجمال والأناقة. وقد زرنا رئيس مجلس الوزراء نيجيرفانبارزاني. ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارازاني رئيس. وشكرناهما على استقبالهم النازحين المطرودين من بلادهم وعنايتهم بهم. وعلى الجهود الحربيَّة التي تقوم بها البيشمركة لصدّ هجمات داعش الإرهابيَّة الإجراميَّة. وشدَّدنا على "ضرورة عودة النازحين إلى بيوتهم، لا سيَّما والشتاء القارس قادم، والسَّنة الدِّراسيَّة على الأبواب".
وسيتابع البطاركة نشاطهم وتحرُّكهم على مستوياتٍ مختلفة لأجل قضايا العدل والعدالة، والمصالحة والغفران، والتراحم والمودَّة والمحبَّة والسَّلام في مشرقنا العربيّ مهد الدِّيانات والحضارات، وفي العالم أجمع.
التحرُّك المقبل هو مشاركة بطاركة الشرق من كلِّ الطوائف في مؤتمر كبير في الولايات المتَّحدة الأميركيَّة أيَّام 9 _ 10 _ 11 أيلول المقبل 2014. حيث سيكون لهم لقاءَات في البيت الأبيض ومع مجلس الشيوخ ومع مجلس الأمن الدُّولي... ومع شخصيَّاتٍ كثيرة.
هذا وعاد البطريركان لحَّام والرَّاعي مساء العشرين إلى لبنان، بينما بقي البطريركان أفرام الثاني ويونان الثالث في أربيل لمتابعة تفقُّد رعاياهما في المنطقة.